عــــــــالــــــم الجــــــوري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عــــــــالــــــم الجــــــوري

عـــــيـــــن ولـــــــمــــــــــان


2 مشترك

    روايــــة "انت لــــــي"

    نائب مدير
    نائب مدير
    نائب مدير
    نائب مدير


    عدد الرسائل : 98
    العمر : 38
    صور المزاج : روايــــة "انت لــــــي" 410
    المهنة : روايــــة "انت لــــــي" Pilot10
    الهواية : روايــــة "انت لــــــي" Wrestl10
    تاريخ التسجيل : 01/02/2009

    روايــــة "انت لــــــي" Empty روايــــة "انت لــــــي"

    مُساهمة من طرف نائب مدير الإثنين فبراير 02, 2009 12:20 pm

    روايــــة "انت لــــــي" 52




    ~~(مخلوقة إقتحمت حياتي ! )~~


    *********


    توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما ا


    لوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها ...


    لتعيش يتيمة مدى الحياة .


    في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية


    ، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها


    من الآن فصاعدا .


    أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى


    ( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .


    كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضو جديد


    سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !


    أما والدتي فكانت متوترة و قلقة


    أنا لم يعن لي الأمر الكثير


    أو هكذا كنت أظن !


    وصل أبي أخيرا ..


    قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !


    سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين


    " بابا بابا ... أخيرا ! "


    قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن


    رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !


    تنهدت و قلت في نفسي :


    " أوه ! ها قد بدأنا ! "


    أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !


    في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .


    " أين ستنام الطفلة ؟ "


    سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .


    " مع سامر و دانه في غرفتهما ! "


    دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، ألا أن أبي قال :


    " لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن


    تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "


    و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :


    " معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "


    ثم التفتت إلي :


    " وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "


    اعترض والدي :


    " سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "


    قالت أمي :


    " لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "


    (( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !


    أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !


    قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .


    عندما عدت إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدت الصغيرة نائمة بسلام !


    لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !


    أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .


    نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته !
    إنها رغد المزعجة


    خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه


    " أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أنا أنام ! "


    تأوهت أمي و قالت بضيق :


    " أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة صعبة جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "


    كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .


    حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :


    " ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "


    لم تجب !


    حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة !


    و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !


    إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !


    في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .


    " إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "


    " صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "


    قاطعتهما قائلا :


    " و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "


    أزعجت جملتي هذه والدي فقال :


    " كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "


    و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ...
    مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع


    دانه و سامر بمرح نوعا ما


    كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها


    ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !


    مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ،


    و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد


    (الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !


    بعد أنا نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم


    منذ ساعة أو يزيد .


    أودعت الطفلة سريرها بهدوء .


    تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ


    قلت :


    " لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "


    ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :


    " هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "


    كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !


    إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا !


    و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .


    الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا
    إنه بكاء رغد !


    حاولت تجاهله لكن دون جدوى !


    يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي !


    طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى


    والدتي ، ألا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ


    نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !


    ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن


    ينتبه لها أحد منهما !


    لم تكن والدتي موجودة معها .


    اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .


    و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل


    لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !


    يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف ...


    كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ...


    توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .


    والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .


    و والدي لا ينام كفايته بسببها .


    لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !


    جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى


    تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !


    أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا


    أدري ، كيف نمت بعدها !


    هذه المرة استيقظت على صوت أمي !


    " وليد ! ما الذي حدث ؟ "


    " آه أمي ! "


    ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و


    هادى !


    " لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "


    ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :


    " أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "


    و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .


    " أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "


    ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !


    يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!


    بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن


    رأتني حتى بادرت بقول :


    " أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "


    أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !


    فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري


    الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !


    ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) ...


    ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب


    أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .


    أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !


    يا لهؤلاء الأطفال !


    كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !


    كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة ... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد


    تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .


    هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !


    و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !


    فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !


    و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !


    " أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "


    نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي .


    إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !


    " أنا وليد ! "


    لازالت تنظر إلى باستغراب !


    " اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "


    لم يبد الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟


    أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها .


    حتى حين أسألها :


    " أين رغد ؟ "


    فإنها تشير إلى نفسها .


    " و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "


    أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :


    " وليد ! وليـــد ! أنا وليد !


    أنت ِ رغد ، و أنا وليد !


    من أنت ؟ "


    " رغد "


    " عظيم ! أنت رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت وليد ! "


    كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .


    و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي


    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام


    عدد الرسائل : 220
    العمر : 41
    تاريخ التسجيل : 31/01/2009

    روايــــة "انت لــــــي" Empty رد: روايــــة "انت لــــــي"

    مُساهمة من طرف المدير العام الإثنين فبراير 02, 2009 1:56 pm

    بارك الله فيك اخ خالد
    رواية رائعة بجد انت مشكوور
    على هذا المجهود cheers cheers

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 10:08 pm